کد مطلب:109770 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:155
وهی فی التزهید فی الدنیا، وثواب الله للزهد، ونعم الله علی الخالق التزهید فی الدنیا أَلاَ وَإِنَّ الدُّنْیَا قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَآذَنَتْ بِانْقِضَاءٍ، وَتَنَكَّرَ مَعْرُوفُها، وَأَدْبَرَتْ حَذَّاءَ، فَهِیَ تَحْفِزُ بِالْفَنَاءِ سُكَّانَهَا، وَتَحْدُو بِالْمَوْتِ جِیرَانَهَا، وَقَدْ أَمَرَّ فِیْهَا مَا كَانَ حُلْواً، وَكَدِرَ مِنْهَا مَا كَانَ صَفْواً، فَلَمْ یَبْقَ مِنْهَا إِلاَّ سَمَلَةٌ كَسَمَلَةِ الْإِدَاوَةِ، أَوْ جُرْعَةٌ كَجُرْعَةِ الْمَقْلَةِ، لَوْ تَمَزَّزَهَا الصَّدْیَانُ لَمْ یَنْقَعْ ، فَأَزْمِعُوا عِبَادَ اللهِ الرَّحِیلَ عَنْ هذِهِ الدَّارِ الْمَقْدُورِ عَلَی أَهْلِهَا الزَّوالُ، وَلاَ یَغْلِبَنَّكُمْ فِیهَا الْأَمَلُ، وَلاَ یَطُولَنَّ عَلَیْكُمْ الْأَمَدُ. ثواب الزهاد فَوَاللهِ لَوْ حَنَنْتُمْ حَنِینَ الْوُلَّهِ الْعِجَالِ، وَدَعَوْتُمْ بِهَدِیلِ الْحَمَامِ، وَجَأَرْتُمْ جُؤَارَ مُتَبَتِّلِی الرُّهْبَانِ، وَخَرَجْتُمْ إِلَی اللهِ مِنَ الْأَمْوَالِ وَ الْأَوْلاَدِ، الِْتمَاسَ الْقُرْبَةِ إِلَیْهِ فِی ارْتِفَاعِ دَرَجَة عِنْدَهُ، أوغُفْرَانِ سِیِّئَةٍ أَحْصَتْهَا كُتُبُهُ، وَحَفِظَتْهَا رُسُلُهُ، لَكَانَ قَلِیلاً فَیَما أَرْجُو لَكُم مِنْ ثَوَابِهِ، وَأَخَافُ عَلَیْكُمْ مِنْ عِقَابِهِ. نعم الله وَتَاللهِ لَوِ انْمَاثَتْ قُلوبُكُمُ انْمِیَاثاً، وَسَالَتْ عُیُونُكُمْ مِنْ رَغْبَةٍ إِلَیْهِ وَرَهْبَةٍ مِنْهُ دَماً، ثُمَّ عُمِّرْتُمْ فِی الدُّنْیَا، مَا الدُّنْیَا بَاقِیَةٌ، مَا جَزَتْ أَعْمَالُكُمْ عَنْكُمْ ـ وَلَوْ لَمْ تُبْقُوا شَیْئاً مِنْ جُهْدِكُمْ ـ أَنْعُمَهُ عَلَیْكُمُ الْعِظَامَ، وَهُدَاهُ إِیَّاكُمْ لِلْإِیمَانِ. ومنها فی ذكر یوم النحر وصفة الاضحیة وَمِنْ تَمَامِ الْأُضْحِیَةِ اسْتِشْرَافُ أُذُنِهَا، وَسَلاَمَةُ عَیْنِهَا، فَإِذَا سَلِمَتِ الْأُذُنُ وَالْعَیْنُ سَلِمَتِ الْأُضْحِیِةُ وَتَمَّتْ، وَلَوْ كَانَتْ عَضْبَاءَ الْقَرْنِ تَجُرُّ رِجْلَهَا إِلَی المَنْسَكِ. قال السید الشریف: والمنسك ها هنا المذبح.
ومن خطبة له علیه السلام